بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 23 ديسمبر 2014

تعريف الدولة و كيفية ظهورها على مر العصور

تعريف الدولة لغويا :

إستعملت لأول مرة في أروبا من طرف ميكيافيلي و تعني الثبات و الإستقرار و عدم الحركة .

تعريف الدولة إصطلاحا : 

تعددت الأراء الفقهية حول تعريف الدولة :
1/ الدولة مجموعة من الأفراد يمارسون  نشاطهم على إقليم جغرافي محدد و يخضعون لتنظيم معين .
2 /أنها ظاهرة سياسية وقانونية تعني جماعة من الناس يقطنون في رقعة جغرافية بصفة دائمة ومستقرة .
3 / هي مجموعة كثير من الناس يقطنون على وجه الدوام إقليم معين و يتمتع بالشخصية المعنوية و الإستقلال السياسي .
4 / هي الشخص المعنوي الذي يرمز إلى شعب مستقر على إقليم معين حكام ومحكومين ، بحيث يكون لهاذا الشخص المعنوي سلطة سياسية ذات سيادة .
 
وإذا كان يمكن رد ظاهرة الدولة المعاصرة إلى أواخر القرن15 حيث تكونت المماليك الحذيثة في أوروبا بعد إنهيار النظام الإقطاعي الذي ساد القرون الوسطى إلا أنه ليست هذه الصورة الوحيدة لنظام الدولة ، فقد عرف الإنسان القديم نظام الدولة في المدن السياسية في روما و أثينا و إسبارتا ، وفي الحضارة الفرعونية وفي حضارة أشور و بابل و في مدن الهند و الصين القديمة ، كما عرف الإنسان العربي نظام الدولة منذ تاريخ قديم و كانت الدولة الإسلامية التي نشأت لأول مرة بالمدينة بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم من أبرز الأمثلة التي نشأت في التاريخ القديم .
غير أن الكثير من الفقهاء يمكر على تلك الإمبراطوريات صفة الدولة و هذا بسبب إرتكاز النظام في الإمبراطوريات على قاعدة النظام الفردي ، فتتركز السلطة في يد زعيم و هو مركز الإلزام  يستمد سلطته من الوحي الإلاهي أو القوة و يفرض على الناس منطق المصلحة العامة بما لا يكون لهم أمامه الطاعة و الخضوع ، وهذا بإستثناء النظم السياسية عند اليونان و الرومان و كذالك الدولة التي نشأت في صدر الإسلام ، فخذه الدول كانت لها نفس الخصائص و السيمات الاجتماعية و القانونية التي هي  للدولة الحذيثة ، و من تم يمكن أن نطلق على تلك المدن إسم الدولة مع الفارق في درجة التطور مع الدولة الحذيثة .

وبعد إنهيار فكرة الدولة في أروبا بسقوط الدولة الرومانية بعد غزو القبائل الجرمانية لها و التي أدت إلى نشوء نظام الإقطاع  فلم تعرف العصور الوسطى المسيحية فكرة إسناد سلطة سياسية إلى شخص مجرب مستقل عن أشخاص الحكام بل كان الفرد يعد تابعا إلى السيد الإقطاعي تباعية شخصية .

و الذي يميز نظام الدولة المعاصرة عن سابقاتها في العصور القديمة و الوسطى أن الدولة المعاصر ة منظمة قانونيا أما سوابقه في التاريخ فلم تكن كذالك إذ لم يكن الإنسان قد تصور بعد فكرة الدستور في مفهومها القانوني الملزم المعروف حاليا بالدولة ، حيث في السابق كانت السلطة فيها تختلط بشخص الحاكم فهي تشكل حقا له تسنده في ذالك القوة المادية و تأثير العقائد و التقاليد .

و حين ظهرت التفرقة بين صاحب السلطة و من يمارسها و تم الفصل بين الحاكم و سلطة الحكم و هو ما يسميه بعض الفقهاء بتأسيس السلطة ، أي قيام الدولة صحبا للسلطة السياسية و أن الحاكم قد أصبح مجرد أداة في يد الدولة تمارس من خلاله سلطتها ، حينئذ قامت الدولة المعاصرة حسب التعاريف المقدمة سابقا .

ومن خلال التعاريف السابقة يمكن القول أن هناك أركان ثلاثة لقيام الدولة و هي :
*مجموعة من الناس تعرف بإسم الشعب
*رقعة من الأرض يقيم عليها الشعب بصفة مستقرة تعرف بإسم الإقليم
*سلطة سياسية يخضع لها أفراد الشعب

ليست هناك تعليقات: